Sunday, February 18, 2007

الإخوان..وحدهم



ناجي عباس : بتاريخ 17 - 2 - 2007
لماذا تشن وزارة الداخلية حملات الاعتقال المتلاحقة على عناصر وكوادر الاخوان؟ وماذا تستهدف السلطة من وراء ذلك؟ وهل قدّرت السلطة على نحو صحيح رد فعل حركة الاخوان، وما قد يحدث – برضا قيادتها أو بغير – من عناصرها – حال استمرارحملات الاعتقال المتلاحقة تلك؟ وما هي الانعكاسات المحتملة في الفترات القادمة على تيار الاسلام السياسي في مصر؟ وهل توافق بالفعل " كل " تيارات المعارضة القومية والليبرالية والعلمانية والاشتراكية بكل أطيافها على ما تقوم به سلطات الأمن المصرية بحق الإخوان؟..ولماذا اصبح الاخوان وحدهم في مواجهة هذا العنت الأمني؟ واخيراً من هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في مصر فيما يتعلق بملف الاخوان والعلاقة السياسية معهم سلباً أو ايجاباً ؟تلك الاسئلة وغيرها تحوم حولها ليس فقط وسائل الاعلام الغربية منذ تسارعت في مصر حركة بندول الاعتقالات بين كوادر الاخوان، بل وايضاً يراقبها معظم المهتمين بالشأن المصري العام، من زاويتي عملية الاصلاح السياسي في مصر، والعلاقة الرسمية المصرية الامريكية على السواء، فمن ناحية اعتقد الكثيرون ان الحكومة المصرية حين سمحت لحركة الاخوان – والتي تنعتها بالمحظورة – بالمشاركة في الانتخابات المصرية – حتى وان كان ذلك قد تم تحت عباءة المستقلين – لم تكن حينها تقصد أكثر من ارسال رسالة للبيت الأبيض مفادها - هذا هو ما سيحدث في مصر، وهؤلاء هم من سيتولون السلطة حال الاصرار على الديموقراطية، والاصلاح السياسي، وهؤلاء هم – وحدهم – من تتعارض اجندتهم السياسية – على الأقل – مع سياساتكم، في تلميح - اجتره الغرب بصعوبة – مفاده ان الحرب على الارهاب الدولي تستدعي الحرب على كل من له علاقة بالاسلام السياسي من قريب أو بعيد في منطقة الشرق الأوسط، وبغض النظر عن برامجهم وتوجهاتهم " الحالية " ووجهات نظرهم بشأن ذلك، يستوي في ذلك الجميع في مصر وفلسطين ولبنان والعراق وغيرها، وهو تلميح يعني ان السلطات المصرية ترغب عملياً بل وتتمنى غض الطرف عن " حدوتة " الاصلاح والديموقراطية تلك بالشكل الذي يريده الغرب ، مع استعدادها للقيام " بما يشبه ذلك " علاوة على تصديها لتيار الاسلام السياسي في مصر – وأماكن أخرى - بدلاً من ان يضطر الغرب الى ذلك لاحقاً مثلما حدث في الجزائر من قبل.التصور السابق هو السائد في الغرب حتى عدة شهور مضت، وبدأت تلك القناعات تهتز ، وخاصة مع مراقبة مواقف الحكومة المصرية حيال " قضايا داخلية أخرى " مثل رفضها المتكرر لقيام احزاب علمانية أخرى، وتورطها بشدة في تعميق الأزمات داخل الاحزاب القائمة، ما يعني ان ذلك النظام لا يريد عملياً سوى الصورة السياسية الحالية في مصر، والتي من وجهة نظره تتماشى بشكل نموذجي مع ما يتوخاه لاحقاً من تغييرات..كذلك لم يتصور أحد في الغرب ان حملات الاعتقال المتكررة بحق عناصر وكوادر لاخوان غير ذات صلة بتوجهات اصيلة لدى كثيرين داخل الحزب الحاكم للتخلص قريباً من مجلس الشعب الحالي، واعادة ترتيب الأمور على نحو يمهد ويسمح باتخاذ ما يجب اتخاذه في العهد الحالي من خطوات لضمان " استمرارية " الحكم.حملة الاعتقالات الأخيرة، والتي وضعت فيها السلطات يدها على أموال حركة الاخوان، ومن بعدها اعتقال عدد كبير من كوادر الحركة، تعني من ناحية ان السلطة في مصر بدأت بالفعل ليس فقط في التخبط من أجل البرهنة الدائمة على تحكمها الكامل في زمام الأمور ، بل ايضاً وتدلل على انها مستعدة للمغامرة والمقامرة بأي شيء حتى تظل قائمة في مصر، حتى ولو أدت مغامرتها تلك الى ردود افعال متطرفة من داخل الجماعة أو خارجها على السواء، وبمباركة أو دون من قيادتها المركزية...وهذا ما يخافه الغرب بالفعل، ليس فقط لانه سيزيد من ورطته هنا وهناك، بل ايضاً لان ذلك يزيد من احتمالات فلتان الأمور في دول لا يتمنى لها الآن سوى الاستقرار..وما يزيد من مخاطره في مصر حالة الاحتقان القائمة بين اخوة الوطن الواحد، ما قد يعني ان السيطرة عليه لن تكون في بساطة شن حملات الاعتقال الحالية.من الذي بيده ملف الاخوان في مصر؟ ومن هو الذي سيتحمل مسؤولية ما يحدث، وردود الافعال عليها وهل يرى الأمور كما يجب ان تُرى؟ ام ان المصالح الذاتية تُعمي العين والعقل عن الرؤية تماماً؟..ولماذا حالة البكم والخرس تلك التي ضربت باطنابها في خلايا واعضاء بعض أطراف الحركة الوطنية في مصر، حيال ما يتعرض له الاخوان، أم ان ذلك يتوافق تماماً مع ما يسعون هم انفسهم اليه منذ أمد. لم يتعلم بعض من " يمتهن " العمل السياسي في مصر منذ أكثر من خمسين عاماً شيئاً على الاطلاق من تجارب نصف القرن الماضي، وتعلم الاخوان، فامتلكوا الشارع وظل الآخرون حبيسي المقرات ومجلسي الشعب والشورىلم أكن في يوم ما من الاخوان، أو المحسوبين عليهم، لكن ذبح الاخوان الآن يعني صراحة ذبح الكتلة الرئيسية للعمل الوطني في مصر، ويعني ذبحنا جميعاً - وعلى درجات – بعد ذلك، ويعني فقدان من يغض الطرف ويصمت مصداقيته السياسية الى الأبد، وفقدان الحق كذلك في السفسطة " والفذلكة" حول الديموقراطية والمواطنة وحقوق الانسان. ولنستح قليلاً يا سادة فقد بتنا عرايا جميعاً حتى من ورقة التوت

1 comment:

أنا said...

إلى قدام يامان