قررت المشاركة في صلاة الجمعة بالأزهر الشريف يوم 9 فبراير 2007 م عسى أن أستطيع أن أفر عن عجزي وقلة حيلتي في مناصرة الأقصى وهو يتعرض للتجريف من أشد الناس عداوة للذين آمنوا ! وبدأت رحلتي من دمنهور مبكرا لمعرفتي المسبقة بالإجراءات الأمنية التي يمكن اتخاذها لمنع امتداد مظاهرة الغضب لشوارع مصر المحبوسة !! وفى طريقي أوقفني متطوع في الشرطة يعمل في مديرية أمن بإحدى محافظات القاهرة الكبرى وركب معي السيارة وتجاذبت معه أطراف الحديث فبدا متحفظا وبعد أن وجد شكله وحش في دفاعه بالحق والباطل عن أوضاع هو نفسه غاضب وحاقد عليها فبدأ يتحدث باطمئنان لأجد هناك قهرا يحياه هؤلاء الجنود ولا يسمح له بوقت كي يفهم وعندما سألته هل تقرأ أي جريدة ضحك وقال مش سيبين لنا وقت نعمل حاجة والمرتب لا يكفى والمعاملة سيئة فقلت له كثير من الضباط يشتكون مثلك قال دول ضباط أمال إحنا نعمل إيه؟ سألته لماذا لا توفر لكم الداخلية وهى صاحبة أعلى ميزانية في الدولة وسيلة مواصلات بدلا من ترككم بهذا المنظر المؤذى فكل الأمناء والمندوبين والمجندين واقفين على الطرق السريعة للركوب في أي سيارة كي يصلوا إلى منازلهم !! ولماذا لا يسمح لكم بعمل اشتراكات لو لم توفر لكم الوزارة أي وسيلة قال: لنا نص تذكرة فقط في القطارات الثالثة والثانية وإذ لم نقطع التذكرة يتم تطويقنا بدون تخفيض والأتوبيسات ليس لنا فيها أي تخفيض ولا نستطيع ركوب المواصلات يوميا حيث لا يكفى الراتب وهو بدون أي حوافز فحافز المخاطر فقط للضباط رغم إن كلنا معرضون والجنود في المقدمة !! اشتكى كثيرا وأفهمته أن دعوات المظلومين لا تفرق بين من يقبض بدل مخاطر أو حتى بدل ولاء وبين من لا يقبض !! كلكم في الدعاء ظالمون دون استثناء وربنا يستر عليكم فالبلد لا تتحمل والناس الغلابة لا تستحق ما يفعل بها بأيديكم واحذر الظلم فإنه ظلمات !! ثم تحدثنا عن حياته ورغبته في تسوية معاشه وهو أمر يسمح به فقط لضباط الشرطة أما هم فليس قبل الستين !! حديث مقهور مع مقهور وهم في طرفي الحياة في مصر اليوم بين نظام انتهت صلاحيته يحيا خارج إطار الإنسانية ومعارضة سلمية لا تقبل هذا الظلم وتقاومه وهى عزلاء لا تملك إلا إيمانها بربها وثقتها في نفسها وقدرتها على الصبر والصمود هكذا بدأت الرحلة ! ونصيحتي لوزارة الداخلية أن تلم أبنائها من على الطرق أو نصيحتي لكل من يجد شرطيا في الطريق يسمح بركوبه ويعرف منه كيف يصنع هؤلاء بلا وعى وبلا قلب وبلا إرادة ؟ المهم وصل الشرطي لمكانه ووصلت أنا للأزهر – وربما أجده هناك مشاركا!- ويا هول ما رأيت فكل الشوارع المحيطة محاصرة بالجنود وفارغة من السيارات والشعب !! قلت كله تأمين لا مانع !! ذهبت قرب باب المسجد فإذا بغمز ولمز ! قلت عادى بيشبهوا!! ثم تصدر لي إنسان أقرع بنظارة شمس قلت ومالوا كلنا بنحلق ويمكن جاى من حج أو عمرة – ألم يذهب الضباط المتهمون بالتعذيب للحج بعد أن برأهم سيادة المستشار اللى أصبح محافظا !- على فين ؟ على المسجد للصلاة ! أسفين النهاردة مفيش صلاة في الأزهر فيه صيانة والصلاة النهاردة في الحسين !! يعنى حضرتك متأكد أن مفيش صلاة بالداخل ؟ أيوه أتفضل مع السلامة !! ولأن تجربتي من ضعف هؤلاء رغم الجبروت والهيلمان الذي يستشعره في وجود كل هذه القوات وتلك الرتب أمامه بلا حول ولا قوة آثرت الصمت وعدم التعليق لأنه مفيش فايدة ولا خيار لديه سوى تنفيذ التعليمات !! ولم أجد فارقا كبيرا بين الجندي رفيق رحلتي وبين هذا المتأله الذي أرسل ورائي من يأخذ بطاقتي فتصرفت معه بطريقتي دون أن ينال مني شيئا !! المهم منع الكثيرون واحتقنت الأجواء مع زيادة عدد الممنوعين من الدخول حتى لمسجد الحسين وشاء الله ألا يوفق خطيب الحسين الذي شممت منه روح التشيع في خطبته التي استمرت طبقا للتعليمات سوى ربع ساعة عن فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحظ مسرى الرسول بكلمة عتاب أو حتى إشادة في وقت تنتهك فيه حرمات الأقصى دون أي رد فعل !! حتى من الحكام العرب الذين فشلوا في اتخاذ موقف قوى رسمي وحرموا الأقصى من موقف شعبي عجز عنه الصهاينة أنفسهم فلقد شاهدت حصار الأزهر الذي فاق حصار الأقصى وتعجبت لماذا حرمت الأنظمة المتواطئة مع أمريكا وإسرائيل من شرف الإستنكار والغضب ومسايرة شعوبها عندما تغضب من انتهاك حرماتها ومقدساتها !! هل يستحق التفرد بالحكم وانتظار حساب قوى من الله بعد كل هذا الفساد والتدهور والعربدة والظلم الذي حاق بشعوبهم كل هذا الذل والمهانة واستجلاب غضب الشعب وغضب الرب هل يستحق؟ لا أجد إلا قول المستضعفين في أوطانهم الأقوياء بالإنتساب إلى الله " حسبنا الله ونعم الوكيل, حسبنا الله ونعم الوكيل"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment