Saturday, February 24, 2007

نزيل طرة

نزيل من طرة

شخصيات
المهندس أيمن عبد الغنى تعرفت عليه في يوم الأربعاء 1/ 1/ 2003 حين قابلته لأول مرة في موعد تنسيقي لقسم الطلاب لبحث رد الطلاب علي الضربة الأمريكية المحتملة للعراق في ذلك الوقت , لكن حكم العسكر لم يمهلنا أن نستكمل موعدنا حتي سمعنا أصوات رصاص وفجأة وجدنا ملثمين فوق رؤسنا تطالبنا بالانبطاح أرضا وأيدينا للخلف ليقيدوها بقيد بلاستيكي يستخدمه اليهود لتقييد أفراد المقاومة في فلسطين ..


وما أن دخل محسن عبدالعال ظابط أمن الدولة حتي انفجر فيه توبيخا قائلا له : " عيب عليكوا تدخلوا بيوت الناس بالشكل ده انتو لو خبطوا علي الباب ولا حتي اتصلتم بينا وطلبتم إننا نحضر لحد النيابة بنفسنا كنا رحنا "
انه ايمن أحمد عبدالغني من مواليد محافظ الشرقية عام 1964 , والده كان من الرعيل الأول الذي تعرف علي الأستاذ حسن البنا وانتسب لجماعة الإخوان المسلمين ,عاد من السعودية عام 81 ودخل كلية الهندسة وبرز نشاطه حتي أصبح رئيسا لاتحاد الطلاب بالكلية وقائد لطلاب الإخوان بجماعة الزقازيق حتي أنه عشق العمل الطلابي وهو ما أهله أن يكون أمينا لقسم الطلاب ( وهو لجنة نوعية تقوم بالتنسيق من طلاب الإخوان في الجامعات المختلفة ) وهو النشاط الذي عرضه للاعتقال للمرة السابعة في حياته
ففي عام 1986 تم احتجاز بمقر أمن الدولة بالزقازيق لعدة أيام
وفي عام 1992 اعتقل لمدة شهرين بعد أحداث القبض علي قيادات محافظ الشرقية
وفي عام 1994 صدر قرار إداري باعتقاله لمدة ستة أشهر
وفي عام 1998 وبعد زواجه بشهور تم القبض عليه وحبسه ستة أشهر
وفي عام 2003 تم القبض عليه معنا لكنه كان أخر من خرج بعد ستة أشهر
وفي نوفمبر 2003 تم القبض عليه مرة أخري ليمكث أربعة أشهر
وفي عام 2006 قبض عليه معي أيضا وكان من حظي أنني كنت أخر من خرج معه بعد اعتقالنا ستة أشهر
ولم ينتهي العام حتي اعتقل في ديسمبر الماضي وتمت إحالته للقضاء العسكري

حنون
تعجبت من حنانه ففي اللحظة الرهيبة التي اقتحم الأمن اجتماعنا السلمي في عام 2003 ورغم صعوبة الموقف وجدته منشغلا بنا يريد أن يبث فينا الطمأنينة فكان حريصا أن ينظر لكل عين فينا يملئها ودا كانت عيناه هي التي تتحدث تقول لنا اهدءوا ولا تخافوا , أقسم لكم كانت رسائل عينه في هذه اللحظة أشبه بالأم التي تحتضن أبنائها لتأمينهم من أي خطر يطولهم .
وفي السجن كان أسرع الناس في خدمتنا وتلبية احتياجاتنا , فكان الواحد منا لا يدخل المطبخ إلا في يوم خدمته بينما هو لا يكتفي بيومه فيكون دوما هو ثالث من في الخدمة مقدما مساعدته سواء في الطهي أو تنظيف الأواني .
كان لا يتركنا ننشغل بهمومنا فدائما تجده مقتحما لحظات الصمت والكآبة مقدما نصائحه ودعابته حتي يخرجك من هذا الجو.
لا أنسي له موقفه اليومي لحظة غلق باب الزنزانة وهي لحظة قاسية تشعرك يوميا بظلم السجان حينما يمنع عنك الهواء والشمس ويذكرك بأن أسير وعاجز حتي أن تري السماء الواسعة , وقتها ينادي أيمن بنفسه علي شاويش العنبر بكل سخرية لهذه اللحظة " يلا يا عم فاروق تعالي احبسني هو أنا فاضي ليك ولا إيه ورانا حبس يا أستاذ ".
كان يصر أن يقول أنه هذا السجان يحبس نفسه بينما نحن نلتقي داخل هذه الغرفة الكئيبة لنستمتع بحريتنا في أن نكون أصحاب فكرة إصلاحية

يعشق دعوته
أول مرة يخرج مع زوجته بعد عقد قرانهما يقول لها أرجو أن تعرفي أنك ستكونين الشخصية الثانية في حياتي !!!
فالدعوة وانتمائه للجماعة والعمل الإصلاحي كانت هي كل ما يشغل حياته , فهي التي من أجلها تأخر زواجه حتي بلغ 34 عاما منشغلا بفكرة الإصلاح والتغيير .


أسرة صابرة
هدية الله لي هي زوجتي ..كان دائما ما يقول ذلك ويعترف بتقصيره ف
ي حقها وحق أبنائه سارة وأنس وسلمان وحبيبه .
زوجته هي السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء محمد خيرت الشاطر والتي كانت امتداد له وهو في السجن في تقديم الخدمات سلمان وأنس ابنا المهندس أيمن عبد الغنى
لأهالينا وتوصيل استقبال الخطابات المتبادلة ورسائل الطأمنينة للأمهات .
حتي أثناء زيارتها لزوجها بالسجن كان يوجد وقت كبير مستقطع عن أحوالنا وأحوال من هم في الخارج .
وكان لها دور شديد البأس وهو تأتي بأطفالها الصغار إلي السجن دونما تشعرهم بأنه سجن بل كانت حتي عام 2003 تقول لسارة الابنة الكبري أنهم في زيارة لشغل بابا حتي لا تجرح تنشئة الأطفال بكلمات السجنسارة وحبيبة ابنتا المهندس أيمن عبد الغنى
والظلم .
لكن للأسف من كثرة مشاهدة أبناء أيمن لقوات أمن الدولة وهي تقتحم بيتهم وتعتقل والدهم أصبح السجن مكون أساسي في حياة أطفال لا يزيد عمر أكبرهم عن 6 سنوات ,
انس صرخ في وجه الضابط عندما قبضوا علي أبوه في المرة قبل الأخيرة من أمام مدرسته قائلا له " انتو بتعملوا كده ليه في بابا , انتو ترضوا حد يعمل كده مع باباكم " .

أيمن عبدالغني نزيل في سجن طره للمرة السابعة في حياته وفي هذه المرة ينتظر حكم بالحبس من الحاكم العسكري لمجرد أنه يحمل فكرة تخالف هذا الحاكم
هل تنشأ حبيبه البالغ عمرها عامين علي زيارة والدها داخل أسوار السجن , ويمتلاء عقلها بصور العسكر والأسوار وسلك الزيارة

==========

من مدونة أنا إخوان بتصرف

No comments: