Friday, November 21, 2008

لعــــــــبة الحـــياة


طفولة للأبد
- كان طفلاً صغيراً يراقب الحياة من بعيد, حوله أشخاص كبار يعيشون... يتزوجون... يعملون... يتشاجرون...يموتون...
- يخلو بنفسه ساعات وساعات محاولاً فك لغز هذه الحياة التي يعيش فيها.
طفل يحمل قلبلاً أبيض كبقية من في عمره, لم يتلوث بعد, يبتعد عن الناس ساعات وساعات راسماً أحلامه البريئة بقلمه الرصاص الصغير,له قواعده ومعايره الطفولية الخاصة للحكم على الأشخاص, تصور الحياة تختلف تمام عن معايير
- يرى هذا العالم من خارجه معتقداً أنه ليس معهم بل فقط يراقبهم – سأظل كما أنا طفلا هكذا يردد بينه وبين نفسه ,ولن يصبح كباقي البشر ليسري عليه ما عليهم من قواعد الحياة و كبر وهرم فهو خارج هذه المعادلة.

معرفة الموت

كان يحبه حباشديداً فكان أكثر من يشعره بعطفه وبحبه ولا أحد يمازحه غيره,مات عمه في الثلاثين وهو في الخامسة. - , استيقظ من نومه على بكاء النساء, وجد رجال كثيرون في بيته , فأخذته أمه وحبسته مع باقي إخوته فبكوا كثيرا ولا يعرفون لماذا ؟ , فسأله أخوه الصغير هو عمو راح فين...؟ فلم يستطيع الإجابة ببساطة لأنه لا يعرف! ليعرف حقيقة جديدة من حقائق هذه الدنيا ....ويكون بوابته للتعرف عليه موت أقرب شخص لقلبه .

لا للعب نعم لميكي
- لا يحب اللعب مع الأطفال كان يخسر دائما- حتى كرة القدم التي يلعبها أطفال الحاره هو لايجيدها أماباقي الألعاب لو خسر يجري لإحضار أخيه الأصغر لكي يثأر له من هؤلاء الأوغاد الصغار فلماذا يستمر إذن.
- فبحث عن عالم آخر يجد فيه نفسه- وجد بغيته في التلفاز يجلس أمامه بالساعات يشاهد الأفلام ويلبس قناع البطل فالأحداث سريعة والنهاية محسومةمسبقاً طبعا للبطل إما بالحصول على ثروة ضخمة أو الفوز بقلب فتاة جميلة .
- يذهب كل شهر حاملا قصصه القديمة لميكي و ما أدخره من نقود طوال الشهر , ليضعهم في يد عم أحمد صاحب المكتبة ليبدلها له بقصص لم يقرأها بعد .
- عالم سحري آخر وجده في قصص ميكي ماوس ليسبح معه بخياله- قصص غريبة أحداث مثيرة شيقة تأخذه إلى أي مكان في العالم أو حتى خارجه, يعيش معها بكل شغف وإنبهار,

يراقب الطبيعة
أسعد اللحظات عندما يخلو بنفسه على سطح المنزل قبيل شروق الشمس جالسا ً خلف عشة الدجاج يراقب الشمس وقت الغروب وهي تختفي رويدا ً خلف الأشجار الكثيفة , والخضرة الخلابة التي تحيط بالبيت من ثلاث جهات, والطيور التي تمرح في السماء ذهاباً وإياباً فرادى ومجموعات والأصوات العذبة التي هي بالتأكيد ما هي إلا تسبيح للواحد القهار .

الحياة مره
يرى من حوله من يعمل في وطنه وهو مهموم أومن بدون عمل قاضيا يومه بدون فائدة,أو من يسافر للخارج ثم يعود ببعض الدراهم منهم الصحيح وهذا قليل ومنهم المريض- مرضا يصعب الشفاء منه فينفق ما جمعه في سنوات وتكون النهاية هي
يا إلهي لا أريد أن أكون

لا للحب
لا يعرف ما هو الحب , هل هو حب بنت الجيران, أم بنت معه في الدراسة, أم حب فتاة بعد التخرج لتتركه وتذهب إلى آخر إمكانياته أفضل منه بعشرات السنين, أم هو أن يتزوج فقط إمرأة ويتجب منها ويحيا حياة مثل باقي البشر, يعمل وينجب يعيش هكذا حتى مماته।

نحوالنهاية
يكبر الصغير ويصبح طفلاً كبيراًو يكبر قلبه معه ليتسع لأشياء أخرى بجانب الحب, وينزل رغماً من على السور العالي الذي كان يراقب من عليه إلى حلبة الحياة مزاحماً البشر للبحث عن مكان له في دنياهم محاولا ألايصاب بدائهم الذي كان يستعيذ منه وهو صغير, نزل من مكانه ليجدهم سائرون في إتجاه واحد ,حاول بكل ما يملك من قوة أن يسير عكس التيار ولكنه كان أقوى منه فجرفه التيار ليسير معهم في نفس الإتجاه
و للنهاية المحتومة والمصير المعلوم .... !

No comments: