ان نفترق فقلوبنا سيضمها بيت على سحب الإخاء كبير واذا المشاغل كممت أفواهنا فسكوتنا بين القلوب سفير.. بالود نختصر المسافه بيننا فالدرب بين الخافقين قصير والبعدحين نحب..لا معنى له.. والكون حين نحب..فهو صغير

قلب ميت
الأتراك يعودون إلى الأضواء مرة أخرى بتوجيه الدعوة إلى العرب
للإستثمار في تركيا بدلاً من أوربا عموماً وسويسرا بالأخص
ويعتبر ذلك من أقوى الردود من العالم الإسلامي على ما حدث في سويسرا مؤخراً من التصويت على منع بناء المِأذن .
حث وزير تركي الحكومات العربية ورجال الأعمال العرب على نقل أموالهم وإستثماراتهم لتركيا , قائلا بنوكنا مفتوحة لإخواننا العرب.
وصوَّت 57.4% من السويسريين في استفتاء عام الأحد الماضي لصالح اقتراح قدمه اليمين السويسري المتطرف بحظر بناء المآذن "باعتبارها مؤشرا على التمدد الإسلامي في سويسرا"، وهو الاستفتاء الذي لم يحظَ بقبول من الرئيس السويسري أو حكومته، وإن لم يستطيعا منعه لتعارض ذلك مع مبادئ الديمقراطية المباشرة التي تتمتع بها سويسرا
مبارك يسدد الكورة..... وبوتفليقة يباصي ....والنتيجة هدف في مرمى الشعب الجزائري المصري وعليه العوض ومنه العوض في إخوة العروبة والدين
مش متخيلين مدى التقزم والتفرق والتشرذم بين إخوة في العروبة والدين, في الوقت الا شايفين فيه بلاد متحضرة بتجري في البحث العلمي والتفدم والتعليم والصحة, لكن اخنا معتدش عندنا حد بيفكر إلا في ماتش كورة وشحن الناس قبل المبارة وكان الرد طبيعي للشحن المضلل للشعوب العربية
تعرف تقولي الناس الا خرجت في مظاهرات وطالبوا بغلق السفارة الجزائرية كانوا فين أيام حرب غزة قبلها وبعدها والأطفال والشيوخ والمصابين بيضربوا مش بمطاوي وسنج بل بطيارات وقنابل فسفورية
بلاش نتكلم على الفلسطنيين خلينا في البلاوي بتاعت بلدنا كانوا فين في قطار الصعيد الافاتت من شهرين ولا العبارة ولا حتى الشرفاء الا في المعتقلات وسرقة أموالهم ولا الناس الا اتحرقوا في بني سويف نقدر فعلا نخرج ونطالب بإقالة حد من المسئولين عن الكوارث دية
طب الجنود المصريين الا بيتقتلوا كل شوية بطريق الخطأ طبعا على أيدي إخونا اليهود حد فكر فيهم وفي تارهم, فين الرجولة والرجالة إلا يخوفوا دولة طيب
امته هنفوق بقى
وفي ظل المعمعه يطلع وزير التضامن يقول هيلغوا الدعم للرغيف في مقابل 13 ونص جنبة في الشهر
والغموس إن شاء الله طبق توريث محصلش... بألف هنا
هُزمنا جميعا قبل أن تبدأ المباراة بين مصر والجزائر،
هزمَنا المتعصبون والجهلاء والحمقى، الذين أثاروا الفتنة وزرعوا بذور البغض والمرارة بين الشعبين بسبب المنافسة الكروية،
وهزمَنا إعلام الإثارة الذي ظل همه الأول في الأسابيع الماضية هو تأجيج الفتنة، في غيبة الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية الأخلاقية أو حتى المهنية، وأمام ضجيج الغوغاء ومزايداتهم وإزاء عمليات الشحن المريض التي مارستها الأبواق الإعلامية،
فقد تحولت مباراة رياضية إلى معركة عبثية بين الشعبين الشقيقين، قطعت فيها الوشائج الحميمة التي تربط بينهما، وداست الأقدام على القيم النبيلة التي تتخلل نسيج العلاقات التاريخية والنضالية التي جمعتها، وأهدرت الأولويات التي ينبغي أن تحتل مكانها لدى الرأي العام في البلدين.
انتصرت ثقافة المتعصبين والجهلاء والغوغاء، وضاع صوت العقلاءالواعين، ليس فقط برسالة الرياضة وقيمها الأخلاقية والتربوية، ولكن أيضا بحقيقة ما بين الشعبين المصري والجزائري، وحقيقة الأمة التي ينتمي إليها هؤلاء وهؤلاء، الأمر الذي حوّل حدث المباراة إلى فضيحة مجلجلة، أشعرتني بالاشمئزاز والقرف، حتى تمنيت أن تُلغى المباراة وأن تُشطب كرة القدم على الأقل من المنافسات الرياضية في العالم العربي، طالما أنها صارت سبيلا إلى إشاعة الخصام والكراهية والنقمة بين الشعوب.
لقد استنفر الإعلام الجماهير في البلدين، حتى أصيبت القاهرة ـ على الأقل ـ بما يشبه الشلل يوم فتح الباب لبيع تذاكر المباراة من خلال بعض الأندية والمنافذ، فتجمّعت الحشود في الصباح الباكر في طوابير طويلة لم تعرفها المدينة في أي مناسبة أخرى، وتعطل المرور، وتجمّعت أرتال سيارات الأمن المركزي التي اصطفت على جوانب الطرق تحسبا لأي طارئ، وكانت كل الدلائل مشيرة إلى أن عاصمة «أم الدنيا» مقبلة على حدث جلل، لا يخطر على بال أي عاقل أنه مباراة في كرة القدم بين بلدين شقيقين، حتى وضعت يدي على قلبي تحسبا لما يمكن أن يحدث أثناء المباراة وبعدها.
صحيح أن الإعلام المريض لعب دورا أساسيا في تأجيج المشاعر وتعبئة الناس وتحريضهم ضد بعضهم البعض، وأنه نجح في أن يحول الإخوة الأشقاء إلى إخوة أعداء، ولكننا ينبغي أن نفكر مليا في أسباب ذلك النجاح، والظروف التي دعت الجماهير العريضة إلى الاندفاع في الاستجابةللتحريض والإثارة.
بكلام آخر، فإن أسباب التحريض التي تراوحت بين الإثارة والوقيعة مفهومة، لكن حالة القابلية للتحريض، والاستجابة السريعة له بحاجة إلى تفسير يتجاوز مجرد عشق الناس لكرة القدم.
في هذا الصدد أزعم أن الفراغ الهائل المخيم على العالم العربي المقترن بالانكفاء الشديد على الذات يشكل عنصرا مهمّا في تفسير تلك الاستجابة، إذ قد يعن للباحث أن يسأل: إذا لم ينشغل الناس بكرة القدم وينتصروا أو يتعصبوا لفرقها ونواديها المختلفة، فبأي شيء ينشغلون إذن؟!
إن في مصر 24 حزبا سياسيا مصابة بالشلل الرباعي، لكن أكبر حزبين في الشارع المصري هما حزبا الأهلي والزمالك،
وإذا صح هذا التحليل، فإنه قد يزود أنصار فكرة المؤامرة بحجة قوية تؤيد موقفهم، الأمر الذي يستدعي السؤال التالي:
هل يُستبعد أن يكون من بين أهداف ذلك الشحن والتحريض إشغال الجماهير بمباراة المنتخب المصري ضد نظيره الجزائري،
أليس من شأن ذلك أن يصرف الناس عن قائمة الهموم الطويلة، من الزبالة والسحابة السوداء، مرورا بالغلاء والفساد والبطالة وانتهاء بحكاية توريث الحكم وتهويد القدس والتواطؤ الأميركي ـ الإسرائيلي والتهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي المصري والعربي؟
سواء كان الفراغ هو السبب في اللوثة الفاضحة التي حلّت بنا، أو كان للسلطة يد في محاولة إلهاء الناس وتخديرهم، فالنتيجة واحدة، وهي أن تلك المباراة البائسة كانت سببا في تسميم العلاقات بين الشعبين المصري والجزائري،
لا يغير من هذه الحقيقة أن يفوز هذا الفريق أو ذاك، حيث لا قيمة ولا طعم لفوز أي فريق في المباراة إذا ما كان الشعبان قد خسر بعضهم البعض، وخرجا بعد المباراة وقد تمكنت المرارة من كل الحلوق.
إن الأمة التي تنساق وراء متعصبيها وجهلائها تتقدم حثيثا على طريق الخزي والندامة
هويدي.
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت
بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى
وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة
فمثلك في الاقصاء والمنتأى مثلي
ما أقسى أن تشعر بهذا الشعور تجلس في مكان ما تحنوا إلى وطنك وإلى الماضي هناك بعيد حيث بدأت أيامك في هذه الدنيا ,تبحث في ذاكرتك عن أي شىء يقرب لك البعيد حتى تنتقل مشاعرك لهناك هناك حيث تربيت وعشت وضحكت وبكيت
كتير من يفكر أن يترك هذا الوطن الذي يسحق أبناؤه الان
لو تكلمت مع أحد أصحابك عن كل هذه المشاعر والحنين له ربما نعتك بالخبل والجنون والهطل وحاجات تانية كتير... هو كان عمل لنا ايه الوطن بتاعك ده
أحمق من يظل يعيش في هذا الوطن القاسي علينا
ولكن أكيد لن تستطيع أن تتبرأ منه
لإن ببساطة وطنك هو أنت
وطنك حيث يقع قلبك وهذا ليس بمقدور أحد أن يمحو كل مشاعر وأحاسيس تربى عليها وعاش بها وتعلم وبكي وأحبب وكره, مشاعر ليست للبيع ولا للنسيان
وطنك هو المدرسة أو الحضانة أكيد فاكر أول يوم في المدرسة وأول مدرس وأول عصايه اضربت بها
أول فسحة وأول سندوتش طلعته من الشنطة الجديدة
وطنك أول مسجد دخلته وأول إمام تصلي خلفه
وطنك هو أمك الا منتظراك ترجع ومأخرة صلاة العصر عشان تلاقي الغدا جاهز وقاعدة تدعيلك ليل ونهار
وطنك هو أول صاحب تصاحبه وتحبه وتلعبوا مع بعض وكتير تتخانقوا أكيد وتتصالحوا بسرعة
وطنك هو الأتوبيس الا رايح به الجامعة ولا الشغل و ما تعرفش انت واقف على الارض ولا متشعلق بين الناس وتنزل منه بأعجوبة في المحطة الا بعد إلا انت عايزها
وطنك هو يوم نتيجة الثانوية وبكاؤك على الظلم الا وقع عليك من التصحيح ومش هتقدر تدخل الكلية الا انت عايزها وترضى بنصيبك بنتيجة التنسيق
وطنك أول يوم في الجامعة وأول دكتور تحترمه لانه عايز يربي أجيال ويبدوا عليه التواضع من كلامه ومظهره
وطنك هو أول ألم تاخده من مخبرعلى قفاك لامؤخذة كله فدا الوطن, عشان ماشي في مظاهرة للعراق وفلسطين ولا حتى للإصلاح
وطنك هو أول سيارة ترحيلات تترمى فيها مع المئات لتكدير الرأي العام أو محاولة عدل المقلوب
وطنك أول حب لك وأول ضربة لقلبك لإعلان هذا الإحساس
وطنك هو خروجة مع الشلة أو الهروب لمصيف في إسكندرية ولا العريش ولا حتى رأس البر يا أخي
وطني كل هذا بمشاكله بهمومه بحلوه بمره لاتستطيع أن تفصل بين الجميل والقبيح السهل والصعب كله على بعضه هو ده بقى يبقى وطني
الفرق بين الفلسطيني في السجون الإسرائيلية والمصرية إنه في السجون الإسرائيلية بيدرس وبيلعب ويتعبد ويمارس حياته ونضاله كمان بشكل طبيعي, أما في السجون المصرية بتكون أقصر الطرق ليموت شهيداًعلى أيدى الظالمين
كيف حالك ؟ والله ليك وحشة وما كنت أظن أني أشتاق لك هكذا خلي بالك من نفسك(بي كرفل- بالإنجليزية)
وصلتني هذه الرسالة وماوجد الدمع إلا أن ينهمر من عيني بشدة على هذه العاطفة التي لم أبذل فيها شىء إلا أنها نعمة من الله
أن يدعو لك ويسأل عنك ويفتقدك إنسان لم تعش معه إلا أوقات بالنسبة لغيره قليلة
الحب منحه نعمة
الآن عرفت أني تركت أشياء في مصر كثيرا لا يشعر بالنعمة الا من يفقدها, ومن النعم نعمة حب الناس لغير مصلحة, سوى ما يقذفه الله في قلوب العباد من حب وتألف وتقارب , تقابل شخص لأول مرة ومن جلسة فقط كأنك تعرفه من سنين وبينكم الكثير المشترك الذي قد يحتاج إلى سنين لتفهمه وتبنيه مع آخرين, بغض النظر على فارق السن أو الفوارق الأخرى, لا تشبع من مجالسته ويكون الفراق على موعد
إنسان طيب القلب كثير التواضع تتعلم منه فن الإتقان, تتعلم منه طوال الوقت , مطلع ويقرأفي كل المجالات ,مهاراته متعددة , متمكن في تخصصه يكفي أنه ترك الهندسة ودرس الأدب يستمع للنصيحة حتى ممن هو أصغر منه ولو بسنوات إنه محمد عبد الرحمن من أمهر معلمي اللغة العربية للأجانب كما أصفه
أنا بخير ولا ينقصني الا قعدتك الحلوة والعشاء معاك إلا مكناش عارفين هو عشا ولا غدا,
وفطير أبو أحمد لحم مشكل طبعًا وطبق كشري أبو هندالسوبر أكيد ,
وأبو علاء كمان ياعم اشمعنى هو أنا عارف انك بتحبه موت ,
وكوبابية عصير القصب بعد الكشري طبعا وخروجة السينما إلا كنت بتطلع عيني عشان نروحها
والكلام عن الحب الأولاني والوسطاني والأخراني..... ,لي ياعم ما تزعلشي.... هو الحب تهمة ولا حرام
حب المحشي
حب المكرونة بالبشمل
حب المسقعة
بالترتيب ربنا يخليك
والتسويقةفي سوق العاشر والتمشية في شوراع مدينة نصر بالليل والشوارع فاضية والفطار بتاع الساعة سابعة الصبح وسماع الإذاعة المدرسية من المدرسة الا جنبا والنشيد الوطني بلادي بلادي لك حبي وفؤادي صحيح بقولك هما حبي وفؤادي راحو فين
والقعدة على القهوة في التبة مول طبعاً ,
ومشوار العتبة عشان نشتري هدوم الشتا
وعمل المقالب في محمد وإبراهيم وطاهر وسمان وباقي الشلة كفاية كده عشان تاكل عيش...
ومشوار تغيير العملة هو صحيح أخباركم ايه فيها اليومن دولة عشان تعرف كنت بتاخدوا مني أعلى سعر ,
وعمل الكبدة أوف كورس المستوردة عشان المرتب خلص وأكلها بالهنا والشفا
ولعب الكورة في
العصاري شوفت بقى أنت وحشني أد ايه
أرجو من الله أن تكون والعائلة في خير صحة وعافية,
وسلام خاص للأميرةالجميلة ليـلى
أنا أسف على الصورة مكنش عندي الا هي الأرشيف مش معايا انت عارف,وإن شاء الله تكون أخر المقالب وأرجو أن تتفهم أم ليلى الموقف
ودعواتك
مروة الشربيني- وجهة نظر
ده مثل بسيط لتوضيح علاقة الغرب بالمسلمين الضعفاء, أيوة حط بقى مليون خط تحت ضعفاء عايز أضيف شىء جديد على الكلام الا اتقال والا هيتقال عرفته وفهمته الموضوع مش موضوع مسلم وغربي لالالالا الموضوع موضوع مسلمة( مصرية) محجبة ومتطرف ألماني, يعني ايه يعني ألمانيا مليانة مسلمين بيتعاملوا زي باق الألمان بالضبط
بس مسلمة مصرية سمعة بلدها سابقها وكرامتنا المهانة في كل مكان , شعب ليس له كرامة في وطنه في بيته يعني, فكيف يعامله الغريب المتطرف في بلده , يعني مليون مسلمة تركية محجبة محدش يقدر يقرب من حد منهم لا بكلمة ولا بنظرة لان لو حصل الألمان عارفين الأتراك هيعملو ايه بالضبط شعباوحكومة ومهاجرين
كنت مفكر ان نظريتي غلط فقولت لصديق عايش من فترة طويلة هنا قالي بالنص كانو ولعوا ألمانيا فعلا
وكمل كلامه لو حصل لتركية الكلام ده مكنش هيخرج الموضوع من الحديقة.
ومن المواقف الطريفه الا حصلت عشان الموضوع يوضح أكتر , واحد تركي عنده مطعم كباب ( شورمة) شغل عنده واحد ألماني فحرق اللحمة , فصاح وهاج التركي وقاله يا غبي أنا مش قايلك ما تزودشي الحرارة عن 100 فنظر الألماني مستغرب وبص لزميله وقاله أنا مبعرفش تركي , فزاد التركي في صياحه وقاله يا غبي لما انت ما بتعرف تركي بتشتغل عندي ليه وطرده .!.... فطلع تاني يوم في الجرايد بالخط العريض (مصيبة كبيرة) زي نكته كده ان الألمان واقعين في مشكلة كبيرة ( ورطة ) ايه هي بقى يا عمنا ! في 60 مليون فى ألمانيا مش بيعرفو ا تركي
يعني مسلمة ضعيفه بوطنها رحمها الله , نظام يقتل من شعبه بالألاف يومياً بقصد ولا بدون مش فارقه كتير , الدنيا كلها عارفه كرامة كل واحد في وطنه وبر وطنه ,عارفه نظام كل بلد وخلفيته , بأي طريقة يعامل شعبه وطبعا كان واضح من أداء الخارجية مع الأزمة ده حتى القيادات الحكومية بالاسكندرية تسمع كلام تحس انهم مع القاتل ( بلاش نستعجل قدامنا لسه في تحقيق طويل لان الحيوان ملوش سابقة ( يعني زي ما بنقول ملناش دية )
يعني لابد للحق من قوة تحميه زي ما بيقولوا وإلا هيصبح ملطشة
امرأة لك وامرأة عليك..
امرأة تريدها وامرأة تريدك..
امرأة تعذبك وامرأة تعذبها ..
................
في حياة كل رجل امرأة أحببناها فأذاقتنا الويل ..امرأة ليست الأجمل أو الأفضل أو الأرق ..بل هي في الأغلب قاسية ، متكبرة ، متواضعة الحظ من الجمال ..ربما كان أنفها معوجا قليلا .. وجهها شاحب إلى حد ما ..أناملها أطول من اللازم .. لكنك تعرف أنك تحب هذا الأنف وذلك الوجه وهذه الأنامل أكثر مما تحب أي شيء آخر في الحياة ..تحبها كما هي بالضبط ..
وربما تصادف وجود امرأة أخرى بحياتك ..امرأة أفضل منها آلاف المرات ..تحبك بإخلاص ..ولا تريد سوى أن تكون سعيدا وأن تسمح لها بأن تفيض عليك من مشاعر أمومتها الفياضة ..أنت طفلها الصغير المدلل وحبيبها مجاب الرغبات ..جارية لرجل واحد لا يمكن أن يكون سواك ..وأنت تعرف أنها الأفضل ..الأجمل .. الأطيب ..الأرق ..لكن قلبك الخائن ينجذب نحو حبيبته القاسية كمغناطيس معدوم الحيلة ..كعبد يرفض العتق .
ويستعمرك الحزن ويستبد بك الشقاء ....ينفرط قلبك كرمانة حمراء ..وتشعر أن الكون يتآمر ضدك ..وإلا فلماذا كلما التفت وجدتها أمامك؟ ولماذا يتشكل السحاب على هيئة وجهها المحبوب ؟ ويفوح عطرها المميز على مسافة أميال وتزورك في الأحلام بإلحاح ؟ ..لا تدري ماذا تفعل بنفسك من فرط الشقاء ! .. تتقرب منها فتصدك ..تسكب عواطفك فتريقها..وإذا منحتها رمانتك الحمراء قالت إنها لا تحب الرمان ..وتكاد تجن حينما تراها تضحك مع رجال سطحيين مثلها ..رجال لا يحملون لها من الحب معشار ما تحمله..تلعنها وتلعن نفسك ..وتتساءل عما يعجبك فيها ..ولكنك تعلم أنها لو أشارت فقط بإصبعها لهرولت إليها مثل جرو يتبع سيده ..مثل قمر يدور في فلك أمه الأرض بلا انقطاع .
تتجمد في مربع اليأس وتعتذر -وقلبك يتمزق – للمرآة الأخرى التي تحبك بإخلاص ولسان حالك يقول :
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ، وما رضيت سواكم للهوى بدلا
......................
" عبودية الإنسان " ، هذا هو العنوان الذي اختاره الكاتب الإنجليزي الأشهر سومرست موم لسيرته الذاتية التي شهدت قصة حبه المؤلمة لميلدرد الساقية اللعوب التي هام بها حبا منذ رآها لأول مرة .. لم يكن فيها شيء يلفت أنظار أحد : نحيلة لها جسم صبي ..شفتاها شاحبتان تماما وكأنه لا توجد قطرة دم واحدة في جسدها كله .. ملولة تروح هنا وهناك بادية السأم ..لكن المصادفة لعبت دورها المعتاد: ملحوظة مرحة وجهها لها على سبيل الدعابة فردت عليه في برود ضايقه..عندما غادر المقهى كان يشعر وكأنه تلقى صفعة. وشعر بأنه لن يرتاح حتى يسوي حسابه معها. ولم يكن يعلم أبدا أنه على مشارف أفق الحب .
وبرغم أنه قرر عدم الذهاب للمقهى ثانية فإنه وجد نفسه ذات مساء يتجه إلى هناك ..ولم تبد هي أية علامة على أنها رأته من قبل.. قال لنفسه:ـ"أتمنى أن تشتمني أو تقول شيئًا يسمح لي بأن أشكوها للإدارة وأفصلها .. فهي تستحق هذا .." لكنه لم يستطع أن يقصيها عن ذهنه. كانت تلك هي خطوته الأولى على طريقه الزلق ..حينما ابتدرته قائلة:
ـ"حسبت أنك لن تأتي !" شعر بقلبه يخفق وكأنها أعادت له تقديره لنفسه ..راح يتأملها وهي تطالع قصة رخيصة . بسرعة أخرج ورقة ورسم (أسكتشا) سريعًا لوجهها وتركها على المنضدة حينما انصرف.
في المرة التالية قالت له ضاحكة: ـ"لم أكن أعرف أنك تجيد الرسم ". كان هذا كافيا ليشعر أنه لم يعد يحمل لها أية ضغينة، ولكنه عندما جاء في اليوم التالي وجدها تتجاهله تمامًا وتثرثر مع رجل ألماني كث الشارب وعادت لمسلكها البارد معه. في المساء التالي دعاها للمسرح فقبلت بلا حماس..
جلسا إلى مائدة الطعام حيث الشموع والستائر الحمراء الشاعرية.. قال نكتة أو نكتتين لكنها أخذتهما على محمل الجد. المسرحية بدت له سخيفة سوقية، لكنها راحت تضحك بغير انقطاع وبدا أنها تستمتع بوقتها أيما استمتاع. في الاستراحة تكلمت عن الناس وعابت على كل شخص تراه، شعر وقتها أنه يكرهها .. لكنه في الوقت ذاته يود أن يكون معها إلى الأبد .. كانت لا مبالاتها تثير جنونه لكنه لا يعرف كيف ستمر الساعات حتى يراها غدًا .. تعس معها وتعس من دونها ..سوقية تافهة شاحبة لكنها تعني له الكثير ..
...................
مشوار طويل مفعم بالألم قطعه العاشق متأرجحا بين اليأس والأمل ..بين الفرح الغامر والتعاسة المطبقة ..أسوأ شيء أن تجعل سعادتك رهنا لامرأة ..لا تبالي إذا غاب ولا تهتم إذا حضر ..لكنه استمر على الذهاب إلى المقهى يوميًا فإذا لمست منه فتورًا هشت له لتبعث فيه الأمل . طريق وعر كان يقطعه مليئا بالمطبات والمفاجئات المحزنة ..هذا الرجل الألماني الذي يتردد على المقهى بانتظام وتتبادل معه الحديث الضاحك دون مبالاة بمشاعره. راح يرقبها ويسأل نفسه : لماذا أحبها بهذه القوة رغم أنها سوقية خالية من الرقة والذكاء؟ ..كانت مصرة على أن يتجرع كأس المهانة حتى الثمالة.. راح يتأمل عنقها النحيل ساهما وخطر له أن يغمد فيه السكين الموضوعة على المنضدة ويتخلص من هذا العذاب .
بالتدريج أدرك أنها تستخدمه كبديل متاح للعشاء ومشاهدة المسرح عندما لا تجد صديقها الألماني ..واعتاد على أن يبرر قسوتها بغبائها ..قال إنها لا تملك العقل الكافي لتفهم كم هي تؤذيه. خالية من الحواس والعاطفة والغيرة. جرب مرات أن يجلس إلى مناضد أخرى ويغازل الفتيات الأخريات لكنها لم تكن تهتم على الإطلاق .
الزواج كان حله الوحيد للظفر بها لكنها لم تبد حماسا للفكرة .. فجأة وقعت الواقعة دون مقدمات ..هجرته وتزوجت من الألماني .. في الأيام التالية عانى ألما رهيبا لكنه صمم على الشفاء من حبها الجهنمي ..ولئن كان هذا هو الحب فهو لا يريده.. قال لنفسه أنه سيشفى من ذكرى هذا الحب كما شفي من الحب نفسه ..وتساءل : كيف تورط في هذه القصة المحزنة ؟ ولماذا سمح لها أن تذله وتهينه لهذه الدرجة ؟
وهنا ظهرت في حياته المرأة الأخرى ..فتاة رقيقة اسمها (نورا) منحته الحب بلا حدود ، في سكينة وثبات وإخلاص ..كان لقاؤه بها راحة للنفس والروح ..لكنه لم يسأل نفسه قط هل يحبها أم لا ؟ شابان في مقتبل الحياة لا يجدان ضرورة للتعجل .
ومرت الأيام هادئة هنيئة إلى أن جاءت صاحبة النزل لتخبره أن هناك سيدة تنتظره..وهناك شعر بقلبه يغوص في قدميه .. كانت هذه ملدريد ..
كانت تبكي دون أن تحاول أن ترفع يديها لتغطي عينيها بل تركتهما يتدليان إلى جانبها .. تمنى لو كان بوسعه الفرار من الغرفة لكنه أدرك أنه ما زال يحبها كما كان وأقوى .. وها هي الآن ترتجف أمامه وتقول وهي تبكي .. :ـ"ليتني تزوجتك حين طلبت مني ذلك "..وبسرعة عرف الحكاية كاملة ..زوجها الألماني هجرها ..في الحقيقة هو لم يتزوجها قط لأنه كان متزوجا ولديه ثلاثة أطفال ..سئمها وحينما عرف أنها حامل جن جنونه وطردها بلا رحمة ..كانت الحقائق تنغرس في قلبه كالسكين وهو يفكر أنها رفضت عرضه بالزواج لتصبح عشيقة لهذا الرجل .
ـ"هل ما زلت مولعًا بي كما كنت ؟" .
فسمع نفسه يقول : ـ"ربما أكثر .."
كان عليه أن يختار بينها وبين (نورا) وكان الاختيار محسوما .. ليس المهم أن تحب – بفتح الحاء – بل أن تحب – بكسرها - فهو يفضل عشر دقائق مع ملدريد على حياة كاملة مع (نورا). قاسية انتهازية سوقية ، ولكنه يحبها وهذا كاف . موقف عسير واجهه حينما صارح نورا بحقيقة الأمر .كانت دموعها تسيل في صمت ثم طلبت منه أن يأتي لها بعربة ..حينما ذهبت لم يكن لديه شك أنه فقد المخلوقة الوحيدة التي تهتم به في هذا العالم ولكنه لم يكن آسفا لذلك .
...............
والذي حدث بعدها كان متوقعا لكل من أوتي بصيرة . تكفل بنفقات ولادتها رغم العبء المادي لكنها لم تشعر نحوه أبدا بأي امتنان ..برغم ذلك كان سعيدًا لمجرد أنه بجوارها .. رغبة مجنونة كانت تدفعه إلى أن يضحي بنفسه من اجلها ..وتكررت المشكلة حينما وقعت في هوى صديقه المقرب (جرفيث) الوسيمً فارع الطول الذي يروق للفتيات ..راحت تظهر له كم هي لطيفة مرحة بينما يحترق هو غيرة وحزنا ..وغدان يليق كل منهما بالآخر ..هجرته وهربت مع جريفث ..قصة تكررت بحذافيرها حينما ملها وهرب منها أما هي فقد جن جنونه وراحت تمطره بالخطابات .. .
حكاية مؤلمة لست مهتما باستقصاء أحداثها حتى النهاية ، فيما بعد سوف يستعيد العاشق نفسه متحررا من عبوديته ويقول لها وهما جالسان أمام النار في ليلة الكريسماس :
ـ"كانت مشكلتي أنك عجزت عن أن تحبيني وهذا ما أثار سخطي وقتها برغم أن هذا سخف .. من الغباء أن ألومك على أنك لم تحبيني .. حسبت أن هذا بوسعي : أن أجعلك تحبينني .. أنا لا أعرف السبب الذي يجعل شخصًا يحب الآخر لكنه أهم شيء، ومن دونه لا يمكن أن نخلق الحب عن طريق العطف أو اللطف أو الكرم .. "
لا يمكن أن نخلق الحب ( إذا كان غير موجود ) عن
طريق العطف أو اللطف أو الكرم ، حكمة غالية استخلصها المفتون ذات يوم من أحداث حكايته المؤلمة ، وأهداها لنا على طبق من ذهب.. كل شيء أو لا شيء..الحب لا يؤخذ بل يوهب غالبا ..منحة من الخالق عز وجل ..مثل كل العطايا التي يستحيل شراؤها بالمال ..مثل دفء الشمس وضوء القمر وتلألؤ النجوم ..مثل شربة الماء وفسحة الأرض ونسمة الهواء . كلها أشياء لا تشترى فكيف بالحب الذي هو أثمن من كل هذه الأشياء ؟
أيمن الجندي