تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت
بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى
وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة
فمثلك في الاقصاء والمنتأى مثلي
ما أقسى أن تشعر بهذا الشعور تجلس في مكان ما تحنوا إلى وطنك وإلى الماضي هناك بعيد حيث بدأت أيامك في هذه الدنيا ,تبحث في ذاكرتك عن أي شىء يقرب لك البعيد حتى تنتقل مشاعرك لهناك هناك حيث تربيت وعشت وضحكت وبكيت
كتير من يفكر أن يترك هذا الوطن الذي يسحق أبناؤه الان
لو تكلمت مع أحد أصحابك عن كل هذه المشاعر والحنين له ربما نعتك بالخبل والجنون والهطل وحاجات تانية كتير... هو كان عمل لنا ايه الوطن بتاعك ده
أحمق من يظل يعيش في هذا الوطن القاسي علينا
ولكن أكيد لن تستطيع أن تتبرأ منه
لإن ببساطة وطنك هو أنت
وطنك حيث يقع قلبك وهذا ليس بمقدور أحد أن يمحو كل مشاعر وأحاسيس تربى عليها وعاش بها وتعلم وبكي وأحبب وكره, مشاعر ليست للبيع ولا للنسيان
وطنك هو المدرسة أو الحضانة أكيد فاكر أول يوم في المدرسة وأول مدرس وأول عصايه اضربت بها
أول فسحة وأول سندوتش طلعته من الشنطة الجديدة
وطنك أول مسجد دخلته وأول إمام تصلي خلفه
وطنك هو أمك الا منتظراك ترجع ومأخرة صلاة العصر عشان تلاقي الغدا جاهز وقاعدة تدعيلك ليل ونهار
وطنك هو أول صاحب تصاحبه وتحبه وتلعبوا مع بعض وكتير تتخانقوا أكيد وتتصالحوا بسرعة
وطنك هو الأتوبيس الا رايح به الجامعة ولا الشغل و ما تعرفش انت واقف على الارض ولا متشعلق بين الناس وتنزل منه بأعجوبة في المحطة الا بعد إلا انت عايزها
وطنك هو يوم نتيجة الثانوية وبكاؤك على الظلم الا وقع عليك من التصحيح ومش هتقدر تدخل الكلية الا انت عايزها وترضى بنصيبك بنتيجة التنسيق
وطنك أول يوم في الجامعة وأول دكتور تحترمه لانه عايز يربي أجيال ويبدوا عليه التواضع من كلامه ومظهره
وطنك هو أول ألم تاخده من مخبرعلى قفاك لامؤخذة كله فدا الوطن, عشان ماشي في مظاهرة للعراق وفلسطين ولا حتى للإصلاح
وطنك هو أول سيارة ترحيلات تترمى فيها مع المئات لتكدير الرأي العام أو محاولة عدل المقلوب
وطنك أول حب لك وأول ضربة لقلبك لإعلان هذا الإحساس
وطنك هو خروجة مع الشلة أو الهروب لمصيف في إسكندرية ولا العريش ولا حتى رأس البر يا أخي
وطني كل هذا بمشاكله بهمومه بحلوه بمره لاتستطيع أن تفصل بين الجميل والقبيح السهل والصعب كله على بعضه هو ده بقى يبقى وطني
No comments:
Post a Comment