تذكرة في أداب النصيحة في زمن قلّ فيه الناصحون
كان السَّلفُ إذا أرادوا نصيحةَ أحدٍ ، وعظوه سراً حتّى قال بعضهم : مَنْ وعظ أخاه فيما بينه وبينَه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنَّما وبخه
وقال الفضيل : المؤمن يَسْتُرُ ويَنْصَحُ ، والفاجرُ يهتك ويُعيِّرُ
وقال عبد العزيز بن أبي رواد : كان مَنْ كان قبلكم إذا رأى الرجلُ من أخيه شيئاً يأمره في رفق ، فيؤجر في أمره ونهيه ، وإنَّ أحد هؤلاء يخرق بصاحبه فيستغضب أخاه ويهتك ستره
عن سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي قال : يعجبني من القراء كل سهل طلق مضحاك ، فأما من تلقاه ببشر ويلقاك بضرس ، يمن عليك بعلمه فلا كثر الله في الناس أمثال هؤلاء
ويقول طلحة بن عمر : قلت لعطاء : إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة وأنا رجل في حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ ؟ فقال : لا تفعل . يقول الله تعالى : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } . يقول عطاء : فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي !
قيل لإبراهيم بن أدهم : الرجل يرى من الرجل الشيء أو يبلغه عنه ، أيقوله له ؟ قال : هذا تبكيت ، ولكن تعرّض
قال ابن القيم رحمه الله: ( والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة والشفقة عليه والغيرة له ، وعليه فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة ، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه . . . ) .
وقد قيل لبعض السلف : ( أتحب أن يخبرك أحد بعيوبك فقال : إن كان يريد أن يوبخني فلا ) .
وكانوا يقولون : ( من أمر أخاه على رءوس الملأ فقد عيره)
قالت أم الدرداء : ( من وعظ أخاه سرا فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه .
وقال الفضيل : المؤمن يَسْتُرُ ويَنْصَحُ ، والفاجرُ يهتك ويُعيِّرُ
وقال عبد العزيز بن أبي رواد : كان مَنْ كان قبلكم إذا رأى الرجلُ من أخيه شيئاً يأمره في رفق ، فيؤجر في أمره ونهيه ، وإنَّ أحد هؤلاء يخرق بصاحبه فيستغضب أخاه ويهتك ستره
عن سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي قال : يعجبني من القراء كل سهل طلق مضحاك ، فأما من تلقاه ببشر ويلقاك بضرس ، يمن عليك بعلمه فلا كثر الله في الناس أمثال هؤلاء
ويقول طلحة بن عمر : قلت لعطاء : إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة وأنا رجل في حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ ؟ فقال : لا تفعل . يقول الله تعالى : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } . يقول عطاء : فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي !
قيل لإبراهيم بن أدهم : الرجل يرى من الرجل الشيء أو يبلغه عنه ، أيقوله له ؟ قال : هذا تبكيت ، ولكن تعرّض
قال ابن القيم رحمه الله: ( والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة والشفقة عليه والغيرة له ، وعليه فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة ، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه . . . ) .
وقد قيل لبعض السلف : ( أتحب أن يخبرك أحد بعيوبك فقال : إن كان يريد أن يوبخني فلا ) .
وكانوا يقولون : ( من أمر أخاه على رءوس الملأ فقد عيره)
قالت أم الدرداء : ( من وعظ أخاه سرا فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه .
يقول الإمام أحمد : ( كان أصحاب ابن مسعود إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون : مهلا رحمكم الله
، قال مسعر بن كدام رحمه الله: رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سر بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع.
ودعي الحسن البصري - رحمه الله - إلى عرس فجيء بجام من فضة ( أي قدح أو إناء ) عليه خبيص أو طعام
( والخبيص طعام من التمر والسمن ) فتناوله فقلبه على رغيف فأصاب منه فقال رجل : هذا نهي في سكون .
ويروى أن الخليفة المأمون وعظه واعظ فأغلظ له في القول فقال : يا رجل ارفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق . فقال تعالى : { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
، قال مسعر بن كدام رحمه الله: رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سر بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع.
ودعي الحسن البصري - رحمه الله - إلى عرس فجيء بجام من فضة ( أي قدح أو إناء ) عليه خبيص أو طعام
( والخبيص طعام من التمر والسمن ) فتناوله فقلبه على رغيف فأصاب منه فقال رجل : هذا نهي في سكون .
ويروى أن الخليفة المأمون وعظه واعظ فأغلظ له في القول فقال : يا رجل ارفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق . فقال تعالى : { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
عن ابن المبارك قال : كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره أمره في ستر , ونهاه في ستر , فيؤجر في ستره
ويؤجر في نهيه , فأما اليوم فإذا رأى أحد ما يكره استغضب أخاه وهتك ستره ! .
( روضة العقلاء / 197 ) .
عن سفيان قال : جاء طلحة إلى عبد الجبار بن وائل وعنده قوم فسارَّهُ بشيء ثم انصرف , فقال : أتدري ما قال لي ؟ قال : رأيتك التفتَّ أمس وأنت تصلي ! .. ( روضة العقلاء لابن حبان / 197 ) .
عن الفضيل بن عياض قال : ( المؤمن يستر وينصح والأفجر يهتك ويعيِّر
( جامع العلوم والحكم / 77 ) .
عن الشافعي قال : من وعظ أخاه سراً فقد نصحه , وزانه ؛ ومن وعظه علانية فقد فضحه وخانه .
( حلية الأولياء 9 / 140 ) .
عن جعفر بن برقان قال : قال لي ميمون بن مهران : يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره ؛ فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره (حلية الأولياء 4 / 86 ) .
1 comment:
قلة العلم أصل قلة الأدب، وما التزم بمثل هذه الآداب إلا عالم وما ابتعد عنها إلا جاهل وإن لقبوه أعلم أهل الأرض
يالها من موعظة لو صادفت في القلب موضعًا!
Post a Comment