بين الأسكندرية وأثينا لا تسأل
صبياً في الخامسة عشر من عمره قتل برصاصة لرجال الشرطة في أثينا فقام الشعب والأحزاب كلها ولم تقعد في تظاهرات وإشتباكات لهذا الحدث الجلل في الدول المتقدمة.
منذ أكثر من خمسة عشر يوما وحتى الآن , أعلن إضراب عام في العاصمة, حتى العاملين في المواني والمطارات تعاطفوا وأضربو عن العمل كأنهم يد واحدة لآخذ الثأر لهذا الصبي ومطالبين بإستقالة الحكومة.
قد يمر عليك الحدث بإستغراب كيف هذا ولمن كل هذه الشبورة, لأنك تشاهد وتلاحظ أنه خبر عادي أصبح قتل مواطن في وطنك والتمثيل به أسهل من الفرخة الا مش لاقينها يحدث بصورة يومية في بلدك شرقا وغربا وطولاًً وعرضاً.
كان اليونانيون يأتون إلى مصر في أوائل القرن الماضي بحثا عن عمل وعن العيش في بلد يملك ثقافة وتاريخ ألا وهو بلدك أيها المواطن المحترم , يعملون سائقون وبائعون بمحلات صغيرة, وفنادق صغيرة بالأسكندرية وغيرها فلا يستطيعون أن يسنسوا إسكندرية وهي بالتالي لم تنساهم فقد كانوا شريحة من شرائح الشعب السكندري, ولكن بعد فترة إختار اليونانيون طريق الديمقراطية والحرية ونحن بدأنا نسلك طريق آخر طبعا عكس ما أختارو فعادو إلى بلادهم فكا ن هذا حالنا وحالهم.
في الاسكندرية( العصافرة) بالتحديد قام ضباط بالاستيلاء على التوك توك والتحفظ عليه وحاول سائقه منع ضباط الشرطة من التحفظ على التوك توك ولكنه فشل فقام بسكب كمية من الكيروسين على ملابسه وعلى التوك توك وأشعل النيران وتم نقله الى المستشفى بين الحياة والموت فقام عدد من الاهالى الموجودين فى الشارع وسائقى التوك توك بالتظاهر مؤكدين أن الضابط هو من ألقى السيجارة على الشاب .
بل إن ضابط شرطة قام بإحراق شاب في الواحات البحرية، وفي كل مرة يتم «احتواء» الحادث إما من خلال اللعب في التحقيقات وإثبات أن القتيل هو المخطئ، أو من خلال الوساطات والضغوط الأمنية التي تجبر أهل المجني عليه علي التنازل والتصالح، وحين تكون المسألة مستعصية علي الاحتواء بسبب تظاهر الأهالي واحتجاجهم ونشر الخبر في بعض الصحف مثلاً، فإن الضابط المسئول عن القتل يلقي القبض عليه ويُقدم إلي المحاكمة، التي كثيراً ما تبرئه، وفي حالات نادرة للغاية تصدر ضده حكماً مخففاً ليودع بعد ذلك أحد معسكرات الأمن المركزي، ليطلق سراحه بعد حين في هدوء، بعد انقضاء نصف المدة في الأغلب، بموازاة ذلك فإن الإعلام الأمني عندنا يقوم بدور مهم في تمرير المسألة علي الرأي العام، فمندوبو الداخلية في الصحف القومية جاهزون لأداء «الواجب» في هذا الصدد، وبعد الاحتواء ينتهي الأمر بجريمة القتل أن تتحول إلي فقرة في تقارير منظمات حقوق الإنسان، تعطي انطباعاً زائفاً بأن المجتمع المدني قام بما عليه.
الفرق إن إسكندرية لم تعد إسكندرية زمان وأثينا اليوم لم تعد أثينا زمان
No comments:
Post a Comment