Saturday, June 23, 2007

حماس و النظام..... بقلم : إبراهيم عيسى




موقف نظام مبارك ضد حماس هذه الأيام بكل ما فيه من عصبية و توتر و عداء مطلق و متطرف يكشف عن ثلاثة أشياء :
1- إنه لم يكن طرفا محايدا فى التوسط بين حماس و فتح منذ اليوم الأول لفوز حماس ، كما انه لم يكن طرفا نزيها فى الوساطة بين حماس و أمريكا و الدول الأوروبية .
2- إن نظام مبارك تلقى تعليمات مباشرة من واشنطن بالهجوم على حماس ، كما كان قد تلقى تعليمات سابقة بحصارها وإفشالها و دفعها للاعتراف بإسرائيل ، و أن النظام المصري ينفذ التعليمات ، لأنها على هواه تماما فضلاً عن رغبته فى مغازلة الأمريكان و تقديم السبت حتى يلاقى الأحد قدامه .
3- إن جماعة الإخوان المسلمين تمثل ذعراً حقيقيا للنظام المصري و يبدو لأسباب كثيرة أن النظام مرعوب من الإخوان ، ثم لم يعد حتى يخفى رعبه منهم ، و هو ما ينعكس على كل قراراته و تصرفاته ، و المذهل أن حجم العداء الذى يبديه نظام مبارك لجماعة الإخوان يؤكد انه يكره الإخوان أكثر من كراهية إسرائيل ، هذا إذاً كان يكره إسرائيل أساساً ، وسنراقب جميعا الأحضان الدافئة بين الرئيس مبارك و أيهود أولمرت يوم الاثنين فى شرم الشيخ .
عموما يبقى أن الأنظمة الفاسدة بدلا من أن تصلح نفسها ، تقرر المهادنة مع أمريكا و الخضوع لإسرائيل.. فنظام مبارك يعتبر التخلي عن مواجهة إسرائيل ندياً و بكرامة و كبرياء أسهل كثيراً من التخلي عن مائة مقعد فى البرلمان لحزب معارض أو للإخوان فى انتخابات نزيهة .
نظامك مبارك يعتقد أن محاربة التيار الديني السياسي أسهل مليون مرة من محاربة الفساد ، و أن التنازل لأمريكا و البيت الأبيض أسهل جدا من التنازل للشعب المصري ، و المشكلة فى هذا كله أن نظام مبارك و فتح يراهنان على إسرائيل ، و هى لن تمنحهما مترا من فلسطين ، فهى لا تتنازل للضعفاء أبداً .
كيف يجرى هذا التواطؤ و لماذا صفقة جديدة ؟ سأعود و أكرر و أؤكد كلاماً لا أكف عن ترديده و لو بلغة الصم و البكم حتى يفهموا أو بالكتابة على طريقة برايل للمكفوفين حتى يقرأوا أن الحكام العرب لا يبحثون عن الحق و العدل بل يبحثون عن راحة الدماغ .
ليس مهما أى دولة فلسطينية ترضى بها و عنها إسرائيل ؛ طيب إذا كان الكل (( موافق )) بالصلاة على النبي ما نقرا الفاتحة ؛ لكن هناك مشكلة مؤرقة للجميع و هى الجماعات و المنظمات الإسلامية و القومية الرافضة للتسوية الإسرائيلية و على رأسها الآن حماس ، الحل إذن أن تقوم إسرائيل و تشيل الليلة .. و تقتحم و تحتل و تسجن و تغتال و تخطف و تطرد و تظهر البديل المخيف هو ضياع فتات الدولة و بقايا الأرض ، هنا تحدث النتيجة التى أرادتها كل الأطراف سواء بالإيحاء أو بالإيماء أو المشاركة الكاملة بالرأي و التخطيط و هى :-
1- تركيع الحركات الرافضة للتسوية ، و طحن عظامها و التلويح لغيرها بنفس العاقبة .
2- تنزيل مستوى الطموحات و المطالب العربية ، فبعد أن رفض العرب عام 47 التقسيم عليهم الرضا بالمقسوم بعد 54 عاماً من العجز و العار و الهوان .
و هكذا نخلص من وجع فلسطين و نتفرغ لبناء الوطن – الكباري و المجارى و المحمول و البورصة و الصفقات – و نمشى وراء شطارة اليهود حيث العز و النغنغة و رضا أمريكا و الناس الحلوة و الجدعان و أصحاب الأصول و أهل بلدنا فردا فرداً و أنا و أنت و اجدع سلام !

No comments: