الأيام الأولى للحرب على غزة بدا الغدر والخيانة والمباغتة للعدو الإسرائيلي على سكانها والمقرات الأمنية وظهر هذا من مشاهدةالجثث والدم في الشوارع وكاد البعض يجزم ويشكك في قدرة حماس على مواجهة العدوان و إدارة الجبهة الداخلية ناهيك عن الجبهة الخارجية بما فيها الجبهة السياسية والإعلامية.
ولكن بعد مرور أيام بدأ يظهر لنا قدرة حماس وخبرتها في إدارة هذه الأزمة حتى تكاد تندهش للقدرة الإحترافية لهم من متابعتك سواء لإدارتهم على جميع الأصعدة .
أولاًمع الشعب
لم يصيب العدوان ولم يؤثر على إدارة حما س لشعبهم وللمجتمع المدني, فيتابع كل مسئول عمله ومكانه يعرف ما يجب عمله بالضبط من متابعة ميدانية ولعل من نتائجها إستشهاد وزير الداخلية صيام ليكمموا أفواه من يتهم القادة بإختبائهم, فكانوا كانوا الأقرب للموت, على الرغم أيضا من الحيطة لأن في إغتيال أحدهم نصر لإسرائيل فيقدمون المؤن للمحتاج ويسعفون المصاب ويوفروا أماكن آمنة للمراسلين والصحفيين ليؤدوا عملهم في آمان حتى نالت من بعضهم القوات الإسرائيلية وصرف الرواتب في موعدها حتى قبل الضفة.
الصعيد السياسي
فطنت حماس وعرفت قدرة الحكام العرب وما مدي ما يستطيعون تقديمه للقضية لوقوعه أحدهم لضغوط أمريكية على , فلم تطالبهم بالمستحيل بل بالمستطاع من مساندة المشروع المقاومي وكسر الحصار وإسعاف المصابين حتى كان عتابهم على ما يسمى بالمعتدليين بلغة مهذبة رغم العدوان الهمجي الواضح وتحالف بعض الأنظمة العربية معه خاصة النظام المصري الذي يملك معبر رفح فلم تدخل معهم في صدام,بل تركتهم لشعوبهم
صواريخ مشعل
إختيار التوقيت الصحيح للخروج والتحدث للشعوب وللحكام ولليهود أنفسهم, فكانت كلماته تبث روح التحدي والثبات للمجاهدين, والإستمرار في التفاعلات والمظاهرات للشعوب, وللحكام أنهم لن يتنازلوا أبدا مهما كلفهم عن مشروعهم المقاومي, وبث الرعب لليهود وجنوده, فهو نفسه المحصار والجريح والمعتدي عليه يتحدث بلغة تحدي وعدم خوف وثقة بالنصر عاجلا أم أجلاً, فكان إدارة سياسية وإعلامية في غاية الروعة والحنكة
الصعيد القتالي
قدرة فائقة على التخفي والقنص و إطلاق الصواريخ تحت الضرب ومن أي مكان لتأكد للعدو على وصولها لأبعد ماتتخيله إسرائيل , فتضرب في العمق الإسرائيلي وفي أماكن وقواعد عسكرية إسرائيلية حساسة ومناطق سكنية لتكشف عجز العدو عن التصدى لهذة الصواريخ رغم بساطة صناعتها, وإنتظام إطلاقها من حيث العدد ومسافة الوصول.
الصعيد الدولي
توجهت حماس لمنظمات المجتمع الدولي والمدني عدما أيقنت وأيقن الجميع بعدها أنه لافائدة من مطالبة مجلس الأمن والأمم المتحدة, فبدأت بتوثيق الجريمة صوت وصورة وسهولة تفقد الدمار ومتابعة الحدث أول بأول وتركت لها الخيار ليحكم بنفسه من المعتدي ومن المعتدى عليه, حتى أنها لم تستخدم سلاح الإستشهاديين في الضفة لمعرفتها كيف تقول إسرائيل دوليا على هذا فكان ذكاء وحنكة وحكمة من الحركة
فهذا كله يكشف كيف نجحت الحركة سياسياً وفكرياً وحركياً وبدا للجميع أنه من الصعب والمستحيل القضاء عليها.