Monday, March 31, 2008

حماس والقاعدة..حظوظ الفراق أقوى من فرص التحالف


لكثير من الأحاديث أثير في الآونة الأخيرة حول ما قيل عن تقارب -فكريا كان أو تنظيميا أو ميدانيا- بين كل من حماس "حركة المقاومة الإسلامية" وتنظيم القاعدة "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والنصارى"، وأيا كانت طبيعة الأحاديث ذات الصلة، ومصدرها، ومراميها السياسية، فإن التسليم بها سلبا أو إيجابا تعوزه الكثير من الدقة والموضوعية قبل محاولة الدخول إلى كل من التنظيمين، والبحث في الفوارق القائمة، والقواسم المشتركة إن وجدت، وإمكانية قيام تحالف ما، نسبيا كان أم كاملا.
اختلافات جوهرية
أولا: اختلافات على مختلف الأصعدة بين حماس والقاعدة.
لسنا بصدد تصيد فروق مصطنعة أو اختلافات مفتعلة بين التنظيمين، ولا سيما أنهما انطلقا من منطلقات مختلفة بصورة أقرب ما تكون للجذرية، وإليكم جزء من هذه الفروق:
1- فيما تعتبر حركة حماس نفسها جناحا تابعا للإخوان المسلمين بفلسطين، وهو التنظيم العالمي وكبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، فيما لا ترتبط القاعدة بأي من التيارات الفكرية القائمة على الساحة، ونشأت بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.2- حماس تؤمن بالشمولية في تطبيق الإسلام في مناحي الحياة، السياسة، الاقتصاد، التربية، الاجتماع، التعليم، الفن، الإعلام، ولها شبكة واسعة من المؤسسات المدنية والأهلية، فيما تتخذ القاعدة من الفعل المسلح مجالا وحيدا، وليست لها مؤسسات مجتمع مدني، ولا مؤسسات خدمية منتشرة قائمة.
3- تؤمن حماس بمبدأ المرحلية الجهادية في الفعل المقاوم لتحرير الأرض، فلا ضير عندها في إبرام هدنة طويلة أو قصيرة قائمة على أسس وشروط واضحة، فيما ترفض القاعدة مبدأ الهدنة، ولا تؤمن بمرحلية التحرير لأجزاء حاضرة وأخرى مؤجلة من منطلق الكل الذي لا يتجزأ.4- تؤمن حماس بالمشاركة السياسية والتغيير عبر المشاركة المباشرة في هياكل الدولة ومؤسساتها، عبر الترشيح والانتخاب ودخول المجالس النيابية والحكومات، فيما تتبنى القاعدة الرأي الفقهي المحرم لدخول المجالس النيابية بوصفها كفرية، وحرمة الدخول في الحكومات وتشكيلها، بوصفها إحدى صور الديمقراطية التي يعتبرها التنظيم هياكل كفرية لا يجوز التعامل معها.
5- تؤمن حماس بجغرافية الصراع مع إسرائيل، وترفض إخراجه من مربع فلسطين لعوامل عدة، تكتيكية، تنظيمية، واقعية، عسكرية، فيما تفتح القاعدة عددا من الجبهات داخل دول عربية وغربية، ولا تؤمن بالتحديد الجغرافي للصراع.
6- لا تتبنى حماس المنهج التكفيري في منهجها الفكري، ولا تكفر الأنظمة العربية والحكومات الإسلامية، بل تسعى لبناء علاقات إيجابية مع جميعها على قاعدة الاحترام المتبادل، في حين تتبنى القاعدة تكفير الأنظمة الحاكمة، ولا ترى أي داع لبناء علاقات إيجابية معها، لاعتبارات تراها شرعية وواقعية.
7- ترفض حماس استخدام العنف في المجتمعات العربية والإسلامية لتغيير الأنظمة، وترى حرمة إراقة الدم المسلم تحت أي مبرر، وبالتالي تؤمن بالتغيير السلمي للسلطة، فيما تتبنى القاعدة استخدام العنف ضد الأنظمة والحكومات بوصفها "أنظمة كفرية".
8- تفرق حماس في نظرتها لأعدائها بين شخوص السلطة الحاكمة والإدارات وبين شعوبها، فهي لا تنظر مثلا إلى الشعب الأميركي على أنه عدو، وتنأى بنفسها عن وضع الطرفين، الحاكم والمحكوم في سلة واحدة، فيما لا تفرق القاعدة بين الجانبين، ولا ترى خلافا بين الشعب الأميركي والإدارة الأميركية.
9- تعتبر حماس تنظيما هرميا تصاعديا، يمر المنتمي إليه ضمن محاضن تربوية منتقاة ومعروفة ومؤسسة على منهج واضح ورؤية شاملة، أما القاعدة فهي تيار فكري أكثر مما هو تنظيم هرمي مؤسسي الحلقات، وبالتالي من السهولة "النسبية" الانتساب للقاعدة، لكنها متعذرة عند حماس.
10- ترى حماس في فريضة الجهاد "وسيلة"، وبالتالي تتبنى إستراتيجية واضحة المعالم للتحرير، ومشروعا مقاوما له بداية ونهاية واضحة التحرك وممكنة التحقيق، في حين يعتبر الجهاد "غاية" لدى القاعدة، التي يؤخذ عليها بناء إستراتيجيته على أهداف يقترب بعضها من دائرة المستحيل، فضلا عن اتسام بعضها الآخر بالغموض والضبابية.
تلك الاختلافات الفكرية والفروق الفقهية التي اجتهد الباحث جهاد السعدي لحصرها في نقاط محددة، لا تعني أن هناك مسافات واسعة تتسع أكثر فأكثر في الجانب الميداني والاجتماعي، لاسيما في تعامل التنظيمين مع مختلف الفئات الاجتماعية.
القواسم المشتركة
ثانيا: قواسم مشتركة –على قلتها- بين حماس والقاعدة:
1- حماس والقاعدة تحملان هما مشتركا، وهو الدفاع عن الأمة وكف يد الأعداء عنها.2- كلاهما ينتميان للمذهب السني، ولا خلاف بينهما على وجوب الجهاد كفريضة لإخراج المحتل.3- تشترك حماس والقاعدة في "رِزمة الأعداء"، بوصفهما "جماعتين إرهابيتين خارجتين على نظم القانون"،وبالتالي هما في سلة واحدة وفريق واحد وأيديولوجية واحدة حسب نظر العالم الغربي، وبالتالي فهما مطاردان ومهددان في أرواحهما وأمنهما ووجودهما وكيانهما من القوى العالمية.
4- يتفق كلاهما على المدى البعيد في طرح المشروع الإستراتيجي المتمثل في "أسلمة المجتمعات"، ورفع حالة الخمول والسلبية والانكفاء التي لازمت الأمة عقودا طويلة.
5- يعرف عن قادة كل من التنظيمين القوة والصرامة في المقاومة وترفعهم عن المغانم الدنيوية واسترخاصهم البذل والتضحية بالمال والولد والنفس.6- التنظيمان يرفضان التبعية في المسار المقاوم للأنظمة السياسية، ويرسمان خطوط سيرهما وفق ما ترسمه مصلحة التنظيم.7-يعتمد كل منهما في بنائهما العددي على عنصر الشباب تحديدا، الذين يشكلون السمة الغالبة على المنتسبين والمناصرين لهما.
وبالرغم من هذه القواسم المشتركة، فقد نال تنظيم حماس قسطا وافرا من نقد جلي وأحيانا وصل حد التجريح، من قبل رموز القاعدة وأبرزهم الرجل الثاني في التنظيم، الذي انتقد بشدة ما وصفه بـ"التراجع" المتوالي للمسار المقاوم والسلوك السياسي لحماس بواقع أربع تسجيلات، حاول زعيم التنظيم لاحقا أن يصوب بعضا من شطط نائبه، الذي ذهب بعيدا في انتقاد حماس ومسح تاريخها المقاوم بجرة قلم متسرعة بلا شك.
موقف حماس من القاعدة

إسماعيل هنية وخالد مشعلثالثا: أين حماس من دخول القاعدة إلى فلسطين؟
شهدت الأراضي الفلسطينية، لاسيما قطاع غزة، خلال السنوات الأخيرة نشأة لبعض التنظيمات الإسلامية، شكلت ما يمكن أن يسمى "خارطة فسيفسائية" خلال وقت قياسي سريع، ومن أبرز مكوناتها:
1- جيش الأمة- بيت المقدس: في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة في حزيران 2007، وينشط شمالي قطاع غزة وجنوبه، وتشير المعطيات أنه أقيم رسميا قبل عامين، وطبقا لأقوال أبي حفص، أحد القياديين في التنظيم، فقد عمل بصورة سرية لبضع سنوات قبل إقامته، ويعتبر نفسه "جامعا" لأمة الإسلام كلها، ويعرف نفسه على أنه تنظيم إسلامي خالص، ويمتنع عن تبني الرموز الوطنية الفلسطينية.
2-جيش الإسلام: الذي حظي باهتمام دولي في أعقاب خطف الصحفي البريطاني آلان جونستون في آذار 2007، وإطلاق سراحه في أعقاب الضغوط التي مارستها حركة حماس عليه في تموز 2007.
3- فتح الإسلام في أرض الرباط.4-جيش المؤمنين- تنظيم القاعدة في فلسطين، الذي أعلن مسئوليته عن هجومين ضد المدرسة الأمريكية في قطاع غزة.
القاسم المشترك لهذه التنظيمات وغيرها، أنها تدعي صلتها ونسبتها لتنظيم القاعدة، وقد لجأت هذه المجموعات للتهديد والترهيب والعنف ضد فئات مختلفة من الفلسطينيين تحت عنوان محاربة الكفر والانحراف، رغبة في تغيير الوضع السياسي والأمني، وبالتالي غدا الحديث عن وجود تنظيم القاعدة في غزة أمر مفروغ منه، حتى لو كان تواجده "ضمنيا" أو بـ"الوكالة" من خلال هذه المجموعات السرية.
وبغض النظر عن مصداقية صلة هذه المجموعات بتنظيم القاعدة، فإن السؤال الأكثر أهمية في هذه العجالة يتعلق أساسا بموقف حركة حماس، وكيفية تعاملها مع هذه المجموعات، وهل من تحالف أو تنسيق بينهما، حتى لو بدا في الوقت الحالي بعيد المنال مرحليا.
الحقيقة أن هذه التنظيمات المنسوبة إلى القاعدة، بشكل أو بآخر، ومن خلال معاينة ميدانية من داخل قطاع غزة يبدو أنها تشكل عبئا على حماس أكثر من أي طرف آخر، لأكثر من اعتبار وسبب، أهمها غياب الأهداف القريبة للمحتل الإسرائيلي في ظل وجود السياج الأمني، ما قد يحوّل نشاطهم إلى الداخل، ومظاهر الانفلات الأمني، كاختطاف بعض الأجانب، واستهداف المؤسسات الدولية والمسيحية.
وكما أن حماس "تحترس" من فتح باب الانضمام إلى صفوفها دون تمحيص أو تنقيح لأي مجموعات مسلحة تحمل اسمها خارج فلسطين، وترغب في الانضمام إليها لاعتبارات عدة، فإن القاعدة بحكم صراعها المفتوح مع مختلف الأطراف في قارات العالم الست، أثبتت قبولا لكل مجموعة ترغب هنا أو هناك في الانضمام إليها، دون تنقيح ماضيها أو التعرف على أدبياتها، أو التأكد من محاضن نشأتها وفهمها لأصول المقاومة، وفق المنطوق الشرعي والحكم الصحيح.
ولذا فإن الموقف "غير المرحب" الذي تبديه حماس، لا سيما في الخطاب الرسمي، من هذه المجموعات له علاقة مباشرة بحجم الأعداد المنضمة حديثا لهذه المجموعات، مما قد يفتح المجال واسعا أمام "الاختراقات الأمنية"، سواء من قبل خصوم حماس على الساحة الفلسطينية، أو من قبل عملاء إسرائيل، نظرا لكونها تنظيما مفتوحا لكل من يرغب دون ضابط صارم.
ومع ذلك، وللاقتراب أكثر فأكثر من الموقف "الحمساوي"، الرسمي والتنظيمي، فإن ما تقدم من موقف لقيادة حركة حماس الرسمي، لا يلغي بالمطلق –وانطلاقا من معطيات ميدانية مرة أخرى- أن هناك "شعبية" ما لتنظيم القاعدة في أوساط نشطاء وعناصر حماس، لاسيما الجيل الشاب المنضم حديثا لمدرسة الإخوان المسلمين، ممن أخذوا على قيادة الحركة ما وصفوه بـ"تساهلها"، مع السلطة الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية المحيطة، مقابل الحصول على مكاسب سياسية لها علاقة بالحفاظ على مقعد الحكومة والسلطة، الأمر الذي يرى فيه تنظيم القاعدة اقترابا من "محرمات" معلومة من الدين بالضرورة.
هوة واسعة بين حماس والقاعدة

شعبية حماس وضعتها في المقدمةمن جهة أخرى، تأخذ أوساط لا بأس بها من قواعد حماس التنظيمية على قيادة الحركة هذا التقارب مع طهران، دون أدنى تفهم للمعطيات السياسية والتداخلات الإقليمية الضاغطة، شاهرين في الوقت ذاته أمام قيادة حماس سيف الأعمال الدموية التي تنفذها الميليشيات المحسوبة على الطائفة الشيعية في العراق بحق السنة كما يقولون
الأمر الذي يبدو أكثر طرافة، ولكنه يحمل دلالة جدية، انتشار بعض الرموز التي تعتبر "ماركة مسجلة" لتنظيم القاعدة، بين أوساط بعض نشطاء حماس، ومنها:
1- اللحية القاعدية، وهي بعيدة كل البعد عن اللحى المتعارف عليها بين عناصر الإخوان المسلمين، لاسيما إذا اقترن ذلك بقص شعر الرأس كليا.
2- ارتداء قبعة "الزرقاوي" السوداء على نطاق واسع، وانتشار الجلباب المسمى بين الفلسطينيين بـ"الزي الباكستاني" الذي كان يرتديه المجاهدون الأفغان زمن الحرب على السوفييت.
3- تداول صور الشيخ أسامة بن لادن، ورموز القاعدة، على هؤلاء المتحمسون للتنظيم.4- انتشار الأناشيد الدينية المنسوبة إلى تنظيم القاعدة، لاسيما تلك التي لا تصاحبها "موسيقى" معاصرة.
5- توزيع كميات كبيرة من المطبوعات والمنشورات، التي يقبل المئات من عناصر حماس على شرائها واقتنائها، فور نزولها الأسواق، والتي تحمل في صفحاتها تهجمات "غير مسبوقة" على فكر الحركة السياسي، واتهامه بين "الانبطاحية"، والتنازل عن الثوابت "العقائدية" للحفاظ على مكتسبات السلطة.
6- أدعو الكثيرين من قراء هذا التحليل لجولة متأنية في عدد معقول من "المنتديات" الإلكترونية وساحات الحوار على شبكة الإنترنت المقربة من حركة حماس وتنظيم القاعدة، وملاحظة أن هناك تقاربا ما، وتعاطفا نسبيا، مع التنظيم المطلوب عالميا على أجندة أجهزة المخابرات العالمية، من المحيط إلى المحيط.
أخيرا.. فما تقدم من توضيحات، وما قد يستشرفه المرء في قادم الأيام أن الشقة بين حماس والقاعدة، فكريا وسياسيا وتنظيميا وميدانيا، أوسع بكثير من أي جهود حقيقية جادة للاقتراب، فضلا عن التحالف، وإن كان بفعل مستجدات ضاغطة، أو مصالح سياسية متبادلة، الأمر الذي يحتم على حماس، لاسيما لدى قيادتها السياسية النظر بعين فاحصة إلى ما يدور في قواعدها التنظيمية، خاصة على الصعيد الفكري، من زحف متواصل على أفكار الإخوان الوسطية التي تربوا عليها عقودا من الزمن، بغض النظر اتفقنا معها أم اختلفنا

Monday, March 24, 2008

الحرية للشرفــــــــــــاء




يوم الثلاثاء القادم نظام حسني مبارك يحكم علي 40 مدنيا من جماعة الإخوان المسلمين أمام القضاء العسكري بعدما قضت محكمة مدنية بالافراج عنهم لعدم وجود دليل علي الاتهامات

Thursday, March 20, 2008

عاشت مصــــــــــــــــــر حرة مستقلة















عزاء واجب.. توفي إلي رحمة الله المرحوم رغيف العيش بعد صراع طويل مع مرض "القمح المسرطن".. والفقيد شقيق الرغيف "الفينو" والرغيف "الكيزر" وابن عم "الفطير المشلتت والرقاق" وقريب ونسيب "السميط" و"الكحك" و"البسكويت".. يقام العزاء يومياً طوال الليل والنهار للسيدات والرجال معاً أمام جميع المخابز علي مستوي الجمهورية.. للفقيد الرحمة ولنا جميعاً الصبر والجوع

Friday, March 14, 2008

شاب يسجد في مكان لا يتوقعه أحد


يقول الشاب ياسر ذو الـ19 عاما: كنت أظن أن الحياة مال وفير وفراش وثير وسيارة فارهة ونساء فاتنات دون أي شيء آخر، وليس عندي استعداد أن أفهم من أحد غير ما أرى.
لا أنكر أنني صاحب قلب طيب يحلف الناس به، ولا أضمر شرا لأحد، ولم أقصد إيذاء أحد أو الإساءة إلى أحد، لكنني في نفس الوقت لا أنكر أيضًا أنني أسأت إلى نفسي كثيرا.
في يوم جمعة جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ، وهم مجموعة أحببتهم وأحبوني، أيا كان هذا الحب، المهم سمعت الأذان وأنا على الشاطئ وكنت على بعد كيلومترين ونصف الكيلومتر من المدينة والمؤذن يقول: "حي على الصلاة.. حي على الفلاح".. أقسم أني سمعت الأذان طوال حياتي، ولكني لم أفقه يومًا حتى معنى كلمة فلاح ولا أظن أنني صليت إلا منذ سنوات ثم تركت الصلاة
لا أنكر أن الشيطان قد طبع على نفسي وقلبي حتى صارت كلمات الأذان التي سمعتها كأني لم أسمعها.
كان هناك مجموعة على مقربة منا يفترشون أرض الشاطئ.. ذهبوا للصلاة.. أما نحن فكنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء في غمرة من الضحك والمزاح.. كان اليوم جميلا وكل شيء على ما يرام حتى بدأنا رحلتنا نحو الماء، لبسنا عدة الغوص ودخلنا البحر، بعدنا عن الشاطئ، حتى صرنا جميعا في بطن البحر إلا واحدا.
وحدثت المفاجأة
في غمرة المتعة وبعد مرور ربع الساعة من الرحلة تحت الماء حدث ما لا يمكن أن أتوقعه، لقد تمزقت القطعة المطاطية التي أطبق عليها بأسناني وشفتي، وهي التي تحول دون دخول الماء إلى فمي، وتمدني بالهواء من الأنبوب، وعليه فقد أغلقت قطرات الماء المالح مجرى الهواء، وفي لحظات بدأت أصارع الموت.
بدأت رئتي تستغيث وتنتفض وكأنها تبكي وتقول: أريد هواء، أي هواء. أخذت أضطرب.. البحر مظلم.. رفاقي بعيدون عني وأنا أقترب شيئا فشيئا من الموت
ابتلعت الماء المالح حتى بدأت روحي تتهاوى.. قلت: "آمنت بك يا رب.. أنقذني يا رب". ثم نطقت الشهادتين ثم صرخت: "ربي أرجعني.. ربي أرجعني.. وأقسم لك أنني لن أكون كما كنت".
عندها بدأت أفقد الشعور بكل شيء حتى أحاطت بي ظلمة غريبة لم أعلم بعدها أي شيء، لكن رحمة ربي كانت أوسع.. فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى، انقشعت الظلمة.. فتحت عيني؛ فإذا أحد الأصحاب يثبت خرطوم الهواء في فمي، ويحاول إنعاشي، ونحن ما زلنا في بطن البحر.. رأيت ابتسامة على محياه فهمت منها أنني بخير.. عندها صاح قلبي ولساني وكل خلية في جسدي بالقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.. الحمد لله.. الحمد لله ربي، يبدو لي أنني خرجت في نفس اللحظة إنسانا آخر غير الذي كنت
تغيرت نظرتي للحياة كأني لم أكن في وسألت نفسي بصدق ماذا علي لو انتقلت من هذه الحياة

بعد أيـام
بعد هذا الحادث بأيام قررت أن أزور نفس المكان الذي لم ولن أنساه.. لبست بذلة الغوص الجديدة، وأقبلت إلى الماء وحدي دون إنسان حتى وصلت لنفس المكان.. سجدت لله تعالى سجدة طويـــلة ما أذكر أنني سجدت مثلها في حياتي، وفي مكان لا أظن أن إنسانًا قبلي قد سجد فيه.. لقد غدوت عاصيا في المرة الأولى وعدت طائعا وتائبًا في هذه المرة عسى أن يشهد لي المكان ويغفر لي رب الزمان والمكان

Saturday, March 1, 2008

حديد عز- ماتت مصر


أحمد عز هو رمز كبير من رموز الفساد والإحتكار في مصر يعرفه الصغير قبل الكبير ينال قسطا كبيرا من الدعوات واللعنات عليه يوميا من المصريين لما يسببه من تشريد وخراب ملايين البيوت بيوت سواء للمقاوليين أو الحرفيين وطبعا المواطنين فالجميع يكتوي بناره يوميا فطن الحديد تجاوز الخمسة آلاف وهو في إزدياد مستمر بسبب تعطيش السوق لزيادة السعر أكثر وأكثر

أحمد عز يتمتع بغطاء سياسي كبير من قبل النظام المصري فهو الرجل الثاني في لجنة السياسات بعد جمال مبارك مما يعطيه صلاحيات لم تعطى لغيره بدون رقابة ولا حساب فلا أحد يستطيع أن بقول له قف كفاية.

سياسة عز الإحتكارية أدت إلى تغيير خريطة إنتاج الحديد في مصر وأدت إلى إغلاق كثير من المصانع حيث لم يتبقى الا 6 مصانع من أصل 23 فهو الوحيد المصنع الحديد من خاماته الطبيعة

أحمد عز تزوج للمرة الرابعة من نائبة البرلمان المصري شاهيناز النجار والمهر خمسة وعشرون مليون جنيها وكانت الشبكة خاتم ألماظ ثمنه مليون جنيه يعني هو يتزوج والشعب يسدد
أحمد عز يتسبب يوميا في خراب آلاف البيوت وتدمير أرزاق عمال وحرافيين ومقاوليين ورجال أعمال ومواطنين وشباب يريد الزواج ولا يستطيع الحصول على متر في شقة الآن وطبعا يلجأ إلى الإنحراف والمخدارت والبانجو والسرقة والإنتحار وخلافه وكله طبعا بسبب السيد أحمد عز الله لا يعزه